أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

تمثال الملك خع سخم: أقدم تمثال ملكي جالس من الأسرة الثانية في مصر القديمة بالمتحف المصري


تمثال الملك خع سخم في المتحف المصري

يعد تمثال الملك خع سخم من أهم الاكتشافات الأثرية التي تعكس بدايات فن النحت في مصر القديمة، إذ يجمع بين القيمة التاريخية والفنية والرمزية. فهو أقدم تمثال ملكي جالس معروف حتى الآن، ويحمل اسم صاحبه بشكل صريح، ما يجعله شاهدًا فريدًا على عصر الأسرة الثانية. يُعرض التمثال اليوم في المتحف المصري بالقاهرة، حيث يبرز عظمة الفن المصري المبكر ودقة النحاتين في التعامل مع الحجر الصلب وإظهار تفاصيل الوجه والجسد برقي ووقار.


بيانات التمثال:

عُثر على التمثال في أطلال معبد هيراكوبوليس (الكوم الأحمر) 

وهو منحوت من حجر الشست 

ويبلغ ارتفاعه نحو 56 سم


تمثال الملك خع سخم في المتحف المصري

وصف التمثال:

التمثال يُصور الملك جالسًا على كرسي مكعب ذي مسند قصير للظهر، بينما نُحتت أرجل الكرسي والمسند من نفس الكتلة الحجرية في تصميم متين وموحٍ بالقوة.

يرتدي الملك التاج الأبيض رمز حكم الصعيد، ويلتف بجسده عباءة عيد سد الاحتفالية الخاصة بتجديد شباب الملك وسلطانه. اليد اليسرى مثنية أمام الصدر تحت العباءة، واليد اليمنى ممدودة على الفخذ. كفّا الملك مقبوضتان مع وجود فراغ دائري ربما كان مخصصًا لتثبيت صولجان ملكي. الرأس مائل قليلًا للأمام للتوازن مع كتلة التاج الأبيض.

لقد فقدنا جزءا من الجانب الايمن من راس الملك لكن الجمال المذهل وجودة النحت لايزال واضحة وتُظهر ملامح الوجه، مثل العينين والعضلات حول الفم، دقة فنية عالية، وما تزال بحالة جيدة حتى اليوم. 


النقوش على قاعدة التمثال:  

 
قاعدة تمثال الملك خع سخم في المتحف المصري

ما يميز التمثال بشكل خاص هو وجود نقوش على القاعدة، تُظهر الملك منتصرًا على أعدائه. وتشير هذه النقوش إلى أسر نحو 4700 أسير من سكان الوجه البحري، ما يعكس قوة الملك ودوره السياسي في بسط السيطرة وتوحيد البلاد. هذه النقوش تُعد وثيقة تاريخية مهمة، بجانب القيمة الفنية للتمثال.


الأسلوب الفني والرمزية:

يتسم التمثال بالتجانس في الأعضاء وتوازن النسب، مما يمنحه مظهرًا يوحي بالوقار والراحة. ويعكس استخدام حجر الشست الصلب براعة الفنان المصري القديم في إظهار التفاصيل الدقيقة رغم صعوبة المادة.

ويُعتبر التمثال مثالًا واضحًا على الرمزية الملكية عبر التاج الأبيض ونقوش الانتصارات، والفن الراقي الذي مهّد لتطور التماثيل الملكية لاحقًا، والقيمة التاريخية لكونه أقدم تمثال ملكي جالس مكتمل.


 أهمية تمثال الملك خع سخم:

يمثل هذا التمثال نقطة تحول في تاريخ فن النحت الفرعوني، إذ جمع بين القوة السياسية والمهارة الفنية. ومن خلاله نتعرف على ملامح الفن الملكي المبكر الذي استمر تأثيره عبر العصور، حتى أصبح من أبرز سمات الحضارة المصرية القديمة.

الخاتمة:

إن تمثال الملك خع سخم ليس مجرد قطعة أثرية في المتحف المصري بالقاهرة، بل هو شاهد حي على العبقرية الفنية للنحات المصري القديم وعلى قوة الملوك الأوائل الذين أسسوا دعائم الحكم في مصر القديمة. هذا التمثال الفريد، بما يحمله من نقوش رمزية وملامح دقيقة، يظل علامة بارزة في تاريخ الأسرة الثانية، ويجسد الدور الريادي لمصر في تطور الفن والنحت والحضارة الإنسانية.


المصادر:
الفن المصري القديم في الدولة القديمة - الاستاذ الدكتور وزير عبد الوهاب 
تاريخ مصر القديمة - سليم حسن
المتحف المصري - الملك خع سخم